تروي الدكتورة الكويتية سعاد محمد الصباح في كتابها (مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت الحديثة) أن آل بوعينين اشتهروا بتهريب السلاح وبيعه في منطقة الخليج العربي ، وهذا القول صحيح خاصة بعد قيام الإنجليز بمنع استيراده والتجارة فيه ، الأمر الذي يعني لها حماية القبائل لنفسها والدفاع عن كياناتها والكثير من حروب المواجهات والتصدي للإنجليز. حيث قام الإنجليز بمنع تجارة السلاح والرقيق ضمن اتفاقية السلم البحري مع مشيخات الخليج العربي عام 1820م ولكن آل بوعينين آنذاك في الدوحة لم يعترفوا بتلك الاتفاقية ولم يستطع الإنجليز القبض على تجار السلاح والرقيق من آل بوعينين لشجاعتهم وفطنتهم وخبراتهم في المسالك البحرية.
وممن اشتهر بتجارة السلاح من آل بوعينين المسحل والبوحمود والجابر ، وكان البحر آنذاك مرتعاً لحوادث القرصنة البحرية. كما كان البر أيضاً مجالاً واسعاً لعمليات النهب والغزو ، والقبيلة التي لا تملك السلاح تتعرض للعديد من الحروب في البر والبحر.
ومن تلك الأحداث حادثة قرصنة بحرية قام بها بعض أهل البادية عندما لاحقوا بسفينتهم سفينةً للشيخ جبر بن علي بن محمد البوحمود آل بوعينين وقريبه الشيخ جابر بن خلف الجابر آل بوعينين قرب سواحل قطر قرابة عام 1311هـ. وكلما ابتعد الشيخ جبر البوحمود بسفينته عن قراصنة أهل البادية زاد إصرار القراصنة وطمعهم بالاستيلاء على سفينة البوحمود وذلك عندما اقتربت سفينة القراصنة منهم فأخذ الشيخ جبر البوحمود بندقيته و أراد قتل القراصنة ، خاصة انه بواردياً (قناصاً) لا يخطئ هدفه فأمسك ابن عمه الشيخ جابر آل بوعينين ببندقية الشيخ جبر البوحمود وترجاه أن لا يقتل أولئك القراصنة الذين يلاحقونهم ، فوعده خيراً وقام بتصويب رميه على حبال اشرعة سفينة القراصنة واصابها وقطعها حبلاً تلو الآخر حتى توقفت سفينة القراصنة عن الابحار وواصل هو وابن عمه ابحارهم الى الدوحة ووصلوا سالمين ، واصبحت تلك القصة تروى من باب الطرائف لا غير .
الراوي:
الشيخ علي بن غيث بن جبر بن علي بن محمد البوحمود آل بوعينين رحمه الله الذي نقل هذه القصة عن جده الشيخ جبر البوحمود المتوفى في الجبيل عام 1348هـ.
الخلاصة:
لم يستطع الإنجليز بقوتهم وجبروتهم وهيمنتهم وأسطولهم الحربي منع آل بوعينين من اختراق دفاعاتهم الأمنية في حماية البحرين عام 1854م/ 1271هـ ولا منعهم من تهريب السلاح بحراً لمحاربي منطقة البريمي السعودية العمانية عام 1950م ، وبالتالي فإن العبث مع آل بوعينين في عملية قرصنة بحرية ضدهم هو بابٌ مغلق ، فهم عمالقة البحار دون تقليل من شأن الآخرين وبالتالي ينطبق على أولئك القراصنة مع آل بوعينين المثل القديم الذي يقول (إن كنت ريحاً فقد واجهت إعصارا)