روى الإمام احمد في مسنده عند ذكر الشهداء من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان (المرأة تموت بجمعٍ شهيده) اي تموت مع جنينها في بطنها جميعا ، وكذلك المرأة النفساء تموت في نفاسها .
وقصة هذه الشهيدة هي إجتماعية أكثر من تاريخية ، وبها إيضاحات في أمور النسب ، حيث تروي هذه القصة عن ترابط أسرة الراشد العلي مع فخذ النواصر أكثر من ترابطهم مع فخذهم العلي ، بروابط أسرية مع الجبران و البوحسين و الراشد الناصر و المنصور و الثاني و العديد من أسر القبيلة ، وكان التحامهم مع النواصر قوياً قديماً وحاضراً ولهذا السبب شاركوهم في هجراتهم و جاوروهم في مساكنهم وحتى في نخوتهم (الاد ابوي) وكذلك في شاهد وسم أبلهم : المطرق والحلقه (OI) .
فكانت زوجة شيخ البوعينين جبران بن محمد بن بحر الجبران البوعينين منهم وهي آمنه بنت علي بن راشد العلي البوعينين أم جميع أبناؤه وبناته ، ومن بناتها ظبية بنت جبران الجبران البوعينين التي توفي عنها زوجها سلطان بن راشد بن علي الناصر البوعينين في دارين عام 1892م 1309هـ بوباء الجدري وقد انجبت منه ابنيها سلطان بن سلطان و فضل بن سلطان و اختهما لولوه.
وبعد انقضاء عدتها ، زوجها والد زوجها إلى ابنه الأصغر الشيخ محمد بن راشد بن علي البوعينين وانجبت منه حسن و راشد و فاطمة . و تعسرت في ولادة طفلها الرابع ثلاثة أيام وكانوا آنذاك في بر قطر اثناء موسم الربيع عام 1315هـ .
فأرسل الشيخ راشد بن علي الناصر البوعينين ابنه الشيخ محمد بن راشد إلى الوكرة لإحضار والدتها آمنه بنت علي اخت راشد بن منصور العلي البوعينين فجاء بها على عجل لتجد ابنتها ظبيه تنازع في الرمق الأخير وتوفيت في ليلتها مع جنينها في بطنها. وفي فجر اليوم الثاني قامت والدتها بتغسيلها وتكفينها وتمت الصلاة عليها ودفنها.
فكان المكان بعدها موحشاً وملئ بالحزن والكأبه ولم ينتصف النهار حتى غادر الجميع ذلك البر عائدين إلى الوكرة ، وتقول حفيدتها ثالبة بنت راشد بن محمد بن راشد البوعينين رحمها الله :
لم يقبل مساء ذلك اليوم حتى ساق الله عرباً من أهل البادية بعوائلهم وقاموا بنصب خيامهم بجانب ذلك المكان الذي يشع نوراً دون بقية الأماكن وهم لا يعرفون السبب ، وعند الصباح شاهدوا قبرها الذي لم ينشف ماء تربته فأخذوا يترحمون على صاحب القبر ويدعون له دون ان يعرفوا من هو. و خلال أيام قلائل انتشر خبر ذلك المكان المُضيء الذي تشع ارجاءه نوراً والقبر الحديث الذي فيه الى الوكرة. فعرفه جميع البوعينين بأنه قبر ظبية بنت جبران وهم يسبحون الله الذي لم يترك تلك الشهيدة في وحشة القبر و وحشة الليل و وحشة الصحراء فأرسل إلى مكان قبرها أناساً آخرين يترحمون عليها ويدعون لها في أول يوم ٍمن دفنها .
الخلاصة :
للشهداء مكانة عظيمة وكرامات خاصة عند ربهم وهو اللطيف الرحيم والقادر على كل شيء ، رحم الله المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.