من أعلام غوص آل بوعينين

 

من أعلام غوص آل بوعينين

 

الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن المسحل آل بوعينين

ولد في الوكرة بقطر قرابة عام 1310هـ/1892م وهاجر منها إلى الجبيل عام 1327هـ/ 1909م شاباً يافعاً عن عمر  ٍ قارب 14 عاماً فشارك إلى جانب والده وجماعته في تأسيس الجبيل ، وكان سنداً قوياً لوالده في أعماله البحرية مما اكسبه خبرات واسعة في المسالك البحرية ومغاصات اللؤلؤ فأسند اليه والده رئاسة احدى سفنه الكبيرة المسماة (سمحان) من نوع (البوم) فكان يبحر بها مع جزواه (بحارة السفينة) الذين يزيد عددهم على 90 بحاراً. إضافةً إلى مهنة الطواشة (تجارة اللؤلؤ) التي كان من مزاوليها ، وقد عُرف عنه الحكمة ولين الجانب وتوفي رحمه الله في الجبيل عام 1390هـ/1970م عن 80 سنةً من العمر .

 

الشيخ محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن المسحل آل بوعينين

ولد في الوكرة بقطر قرابة عام1312هـ  /1894م وهاجر منها الى الجبيل عام 1327هـ/ 1909م بمعية والده ، ورغم صغر سنه الذي يقارب 12 عاما آنذاك إلا أنه شارك إلى جانب والده وجماعته في تأسيس الجبيل ، وكان سنداً قوياً لوالده في أعماله البحرية مما اكسبه خبرات واسعه في المسالك البحرية ومغاصات اللؤلؤ فأسند إليه والده رئاسة سفينته الكبيرة الثانية المسماة (الحصان) من نوع (البوم) فكان يبحر بها مع جزواه (بحارة السفينة) الذين يزيد عددهم على 90 شخصاً ما بين غيص (غواص) وسيب (ممسك حبل الغواص) وبقية مهن طاقم السفينة وهو من أشهر نواخذة (قباطنة) الغوص بالجبيل .

 

بعد كساد تجارة اللؤلؤ في جميع العالم بسبب انتشار اللؤلؤ الصناعي الياباني في الخليج العربي عام 1948م عمل الشيخ محمد بن عبدالله المسحل في قطاع خفر السواحل لمكافحة أعمال التهريب وحماية سواحل وطنه فهابه المخلين بأنظمة الدولة وقلّت أعمال التهريب بالسفن لما له من خبرة كبيرة في أساليب التهريب الملتوية .

 

وقد كان جسوراً شجاعاً وعُرف بالدهاء وسعة الحيلة أمام معضلات الأمور ولعل من أبرزها اسناد الحكومة السعودية له بمهمة ايصال المدد من السلاح إلى قبائل واحات البريمي التي تقع في الجنوب الشرقي للمملكة العربية السعودية وذلك عام 1950م وتشترك في ثورة البريمي قبائل كلٍ من السعودية وابوظبي وسلطنة عمان واليمن الجنوبي ضد القوات الانجليزية ، واستمرت تلك الحرب أكثر من 10 سنوات خاضت بها قبائل البريمي حروب طاحنة في جميع قراها بسبب رفض تلك القبائل للإنجليز في التنقيب على النفط في اراضيهم ، وقد حرص الملك عبدالعزيز ال سعود طيب الله ثراه على إمداد القبائل بالسلاح براً وبحراً وصدرت أوامره بذلك إلى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي بإيصال السلاح لهم فأرسل الأمير سعود إلى أمير الجبيل بأن يختار أمهر النواخذة (القباطنة) لهذه المهمة السرية الخطرة فوقع اختياره على الشيخين عبدالرحمن ومحمد أبناء الشيخ عبدالله المسحل آل بوعينين. فاعتذر الشيخ عبدالرحمن المسحل و أوكلت المهمة إلى أخيه الشيخ محمد المسحل الذي جهز سفينته وحملها بصناديق السلاح والرصاص في الخن (جوف السفينة) وغطاها بأعداد ٍ كثيرة من فسيل النخل وحمل ظهر السفينة بأعداد من القراقير (اقفاص من اسلاك الحديد لصيد السمك)وانطلق بسفينته مع بحارته إلى سواحل ابوظبي.

 

فاعترضت طريقه إحدى السفن الانجليزية وسألوه عن حمولة سفينته و وجهته فأخبرهم أن لديه طلبية من فسيل النخيل ويرغب في ايصالها للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، فقام الإنجليز بتفتيش جوف السفينة فوجدوه ملئ بفسيل النخل ولا تكاد صناديق الأسلحة تُرى من تحتها فصرحوا لها بالمرور فأنطلق بسفينته بعيداً عنهم ورمى اقفاص الصيد في البحر ثم اتجه للمكان المتفق عليه لتسليم السلاح على الساحل وتم تسليمه للقائد السعودي هناك واستلم منه وصل مختوم بختم القائد بإستلام الأسلحة وعاد إلى اقفاص الصيد وقد امتلئت بالسمك وسحبها من البحر واتجه إلى ابوظبي لتسليم الشيخ زايد ما طلبه من فسيل النخل وكانت تربطه بالشيخ زايد علاقات أخويه ومعرفة قديمة وقد اوصاه فعلاً بذلك الطلب عند توجهه بسفينته إلى ابوظبي اعترضته السفينة الإنجليزية مرة اخرى وقد اشتبهوا في أمره فقال لهم انه رمى بأقفاص الصيد في البحر وانتظر حتى اكتمل صيدها ليقتات وبحارته منه ولكن الضابط ما زال يشك في حمولة السفينة فقام بتفتيش دقيق بداخلها تحت الفسيل وعندما لم يجد شيئاً بها صرح لها بالمرور ، فواصل الشيخ محمد المسحل طريقه إلى ابوظبي وسلم على الشيخ زايد الذي رحب به في قصره واستلم منه فسيل النخل ليعود بعد ذلك الشيخ محمد المسحل إلى الجبيل واتجه الى الأمير سعود بن جلوي الذي انفرد به في مكتبه الخاص واستلم منه سند استلام وتسليم السلاح للقائد السعودي في واحات منطقة البريمي وقد اندهش الأمير من سرعة انجاز الشيخ محمد المسحل لهذه المهمة خلال 14 يوماً واجزل له المكافأة ، وقد توفي الشيخ محمد بن عبدالله المسحل رحمه الله عام 1415هـ عن عمر  ٍجاوز 100 سنه قضى معظمها في حياة البحر .

الرواة :

·     عدة مقابلات شخصيه مع الشيخ محمد بن عبدالله المسحل آل بوعينين رحمه الله بالتسجيل الصوتي له عام 1985م

·     الوجيه مبارك بن عبدالرحمن بن عبدالله المسحل آل بوعينين حفظه الله

·     الأستاذ الوجيه فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله المسحل آل بوعينين حفظه الله

الخلاصة :

عُرف عن أسرة المسحل آل بوعينين سرعة البديهية والذكاء والدهاء والخبرات الواسعة في المسالك البحرية ولا عجب أن تولى إمارة غوص آل بوعينين وتجارة اللؤلؤ في قطر والجبيل العديد من آبائهم كجدهم عبدالله بن ناصر بن علي الناصر آل بوعينين عام 1820م بالدوحة والوكرة وابوظبي وجزيرة قيس والدمام وخلفه في امارة الغوص ابنه عبدالرحمن الملقب بـ (المسحل) ثم حفيده عبدالله بن عبدالرحمن المسحل في قطر والجبيل وقد تولى آل بوحسين آل بوعينين امارة الغوص في الوكرة بقطر بعد هجرة المسحل إلى الجبيل عام 1327هـ ولأسرة المسحل العديد من المواجهات والتحديات للإنجليز قديماً التي تدل على دهائهم وفطنتهم وخبرتهم الطويلة في المسالك البحرية في كل سواحل بلدان الخليج العربي. 

مقالات أخرى