لقاء آل بوعينين وبني كتب

  

 

لقاء آل بوعينين وبني كتب

 

يرتبط آل بوعينين (بني عبدالله بن دارم) وبني كتب (بني ضبه ، و ضبه هو عم تميم بن مر بن أد ) منذ القدم بروابط النسب التميمي الواحد والمنازل المشتركة والحلف القديم بينهم منذ استقرارهم قبل الإسلام في منطقة الصمان قرب (مدينتا القيصومة وحفر الباطن حالياً بالشمال الشرقي لمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية) واستمرت تلك الروابط بينهم في منطقة عينين بعد هجرتهم لها قبل الاسلام بنحو قرنٍ أو يزيد. وتواصلت علاقتهم مع بعض بعد هجرتهم من عينين إلى الأحساء وقطر قرابة عام 730هـ، وكان لهم وسم موحد على جميع ابلهم تمثل بشكل (العرقاة) برقمتين في أعلاه، على الفخذ الأيمن لابلهم. والرقمتين هي لتمييز ابلهم عن ابل القبائل الأخرى .

 

 

 

ورغم هزيمة بني كتب وآل بوعينين و أحلافهم في معركة اليتيم عام 1081هـ ضد أحلاف قبلية أخرى، إلا أن علاقتهم بقيت مستمرة وقوية حتى بعد هجرة معظم بني كتب إلى سواحل عُمان.

 

 

ولا شك أن رفض بني كتب غزو الوكرة عام 1305هـ/1888م مع الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان تجنباً لحربهم مع آل بوعينين أبناء عمومتهم كان أكبر دليل على استمرار علاقاتهم مع بعض، واكتفوا بغزو الدوحة وتجاوزوا الوكرة رغم أن الوكرة أقرب لهم.

 

وتحدث الشيخ عبدالله بن علي بن هويدن شيخ شمل قبيلة بني كتب رحمه الله في مقابلة شخصية معه في منزله عام 1405هـ/1985م في بلدة الذيد الصحراوية التي تبعد عن مدينة الشارقة 45 كم وكان عمره آنذاك قد تجاوز 100 عام فقال:

 

 

"أن بني كتب ابناء عمومة مع آل بوعينين وقد حصل له موقف ظريف عندما سافر مع وفد جماعته بني كتب منذ نصف قرن اي في عام 1355هـ إلى الرياض للسلام على الملك عبدالعزيز فيلقون منه كل الإكرام والتقدير والشرهات (العوائد المالية السنوية) حيث أن بني كتب تعتبر قبيلة سعودية آنذاك وإن كانت تقيم في سواحل عُمان.

وبعد مقابلتهم للملك عبدالعزيز  وخروجهم من قصره لفت انتباههم وجود العديد من الابل التي عليها وسمهم "العرقاة" ذو الرقمتين ، فتوقفوا و تسائلوا فيما بينهم عن أصحاب الابل وقالوا هذا وسم قبيلتنا بني كتب وجميع وفدنا حضر و ابلهم في ناحيةٍ أخرى وهذه ابل تحمل نفس وسمنا ولابد أنهم أبناء عمومتنا آل بوعينين من الجبيل. وانتظروا قرابة ساعتين وقد صدق ظنهم فإذا بوفد آل بوعينين يخرج من قصر الملك و تقابلوا معهم و تعارفوا و سلموا على بعضهم بعضاً وقاموا جميعهم بتأجيل موعد عودتهم إلى بلدانهم يومين، قاموا خلالها بعمل ولائم التكريم لبعضهم بعضاً.

 

 

الخلاصة :

1.   كما يستفاد من شكل الوسم في معرفة اصحاب الابل والذي قد تصمد ملكيته لعدة عقود وبعضها إلى قرون من الزمن كذلك يُعرف بواسطته أنساب و أحلاف القبائل العربية ، فكل قبيلة لها وسمٌ خاص بها يتوارثه أجيالها ويحفظون شكله ويعرفون منه قرابتهم بأصحاب الابل ويعرفون ابلهم به حتى وإن سُرقت أو ابتعدت مسافات بعيدة عن مواطنها ومراعيها ، و "العرقاة" هي وسم آل بوعينين وبني كتب الموحد منذ مئات السنين ويتميز عن القبائل الأخرى برقمتين (نقطتين) في اعلاه وشكله كعلامة (+) وليس الصليب الذي يمتد طولاً إلى الأسفل ، و توسم "العرقاة" على الفخذ الأيمن للابل ، أما الشاهد فيوسم على غارب الابل الأيمن (الرقبة) والشاهد يميز بين ابل أفخاذ القبيلة الواحدة ، كما هو الحال في شاهد فخذ النواصر آل بوعينين (OI) الحلقة والمطرق .

2.   ذكر الشيخ عبدالله بن علي بن هويدن الكتبي أن في قبيلة بني كتب بساحل عمان 12 فخذاً ومنهم أفخاذ متحالفة مع بني كتب وتعود أصولها إلى قبائل عربية عريقة النسب .

3.   أن مشيخة آباؤه و أجداه كانت بتقديم أفخاذ بني كتب لهم رغم أن أصول أجداده تعود إلى فخذ الجرابعة من قبيلة بني مره الذين استوطنوا الأحساء في نهاية القرن العاشر الهجري وتحالفوا مع بني كتب في معركة اليتيم التاريخية.


الرواة :

·     الشيخ عبدالله بن علي بن هويدن الكتبي المتوفى في بلدة الذيد بالإمارات العربية رحمه الله.

·     الشيخ ناصر بن محمد بن ناصر البوحسون آل بوعينين رحمه الله الذي ذكر ان شاهد أبل النواصر البوعينين هو الحلقه والمطرق (OI)

·     الوجيه عبدالله بن علي بن ابراهيم الخلف آل بوعينين المتوفى في الجبيل رحمه الله. 

  

مقالات أخرى