ذبحة العسيري بالدوحة

 

ذبحة العسيري بالدوحة

بعد هجرة بعض آل بوعينين من الوكرة إلى دارين عام 1303هـ /1886م هاجر الشيخ علي بن محمد البوحمود آل بوعينين وابناؤه الشيخان جبر و سعيد و بعض جماعتهم العلي إلى الدوحة تجنباً لظلم الأتراك وضرائبهم المتزايدة ومنها هاجر الشيخ علي البوحمود إلى مكة التي استوطنها عدة سنوات حتى وفاته بها.

فبقي ابناؤه وبعض جماعته في الدوحة وقد عُرف عنهم الفروسية والإقدام وذلك ليس بغريب على رجال آل بوعينين الذين أكسبتهم ظروف الأحداث الحربية المستمرة تلك الصفة، إضافة إلى طبيعة كرمهم وحبهم للبذل والعطاء وبناء المساجد ونصرتهم للمظلوم .

وصادف أثناء تواجدهم بالدوحة أن تخاصم أحد نواخذة (قباطنة السفن) من أسرة العسيري من قبيلة المعاضيد التميمية مع أحد مواليه و ربما ضربه بشدة فهاج ذلك المولى وقتل سيده النوخذة “العسيري”بخنجرٍ بيده وجرح بعض الرجال الذين حاولوا القبض عليه بعد أن التم حوله الكثير من الرجال للقبض عليه. ولكنه استطاع الفرار منهم إلى البحر ولم يلحق به أحدٌ منهم خوفاً أن يفتك بهم في البحر بعد أن اصاب الكثير منهم على الساحل.

وعندما شاهد الشيخ جبر بن علي البوحمود تردد الرجال في ملاحقته والقبض عليه تناول الشيخ جبر رمحه ولحق بذلك المولى القوي المفتول العضلات إلى البحر ، وحالما شاهد الشيخ جبر في أثره أخذ يُزبد ويرغي مثل البعير الهائج وتقدم إلى الأمام وبيده الخنجر ليفتك بالشيخ جبر وكانت مياه البحر تصل إلى منتصف صدره. فلم يمهله الشيخ جبر لحظةً واحدةً بل رماه بالرمح رميةً قويةً من مسافةٍ بعيدة فأصابه إصابةً مباشرة في صدره ليخرج سن الرمح من ظهره فقتله وأراح الناس من شره وقد أرّخ اهل الدوحة ذلك الحدث بسنة ذبحة العسيري .

وقد عاد الشيخ جبر بن علي البوحمود آل بوعينين إلى الوكرة بعد هزيمة الأتراك في معركة الوجبة بقطر عام 1310هـ/1893م  كما توفي أخوه الشيخ سعيد بعد إصابته بجرحٍ بليغ أثناء اقتحامه أحد حصون منطقة خنور في معركة خنور في منطقة ليوا بساحل عمان عام 1305هـ/ 1889م.

والعجيب في الأمر أن الشيخ سعيد البوحمود توفي في الوكرة بقطر بعد عودته من المعركة وكان سبب وفاته أن امرأة من أقاربه دخلت عليه تهنئه بالسلامة ومعها ريحان فأستشم جرحه على الفور من عطر الريحان وكان سبباً في وفاته ودفن في الدوحة.

أما أخوه الشيخ جبر فقد هاجر وجماعته في عام 1327هـ / 1909م من الوكرة إلى الجبيل وتوفي بها عام 1348هـ ودفن في موقع يسمى صليلات بالجبيل. وكان يملك مدفعاً حربياً خاصاً به وقد أهداه للملك عبدالعزيز دعماً لفتوحاته وتوحيده لأرجاء الوطن. غفر الله لهم جميعاً ورحمهم بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وجميع أموات المسلمين.

معركة خنور في سطور :

هذه المعركة كانت مقدماتها مناوشات متقطعة وغزو متبادل بين الجانبين الظبياني والقطري في البراري وأطراف الدوحة، وقتل بها العديد من الأنفس من كلا الجانبين. كان من قتلاها الشيخ علي بن جاسم آل ثاني الملقب (جوعان) والشيخ معضد بن هويدن الكتبي كبير شيوخ قبيلة بني كتب رحمهما الله .

وقد شارك في هذه المعركة 25 فارساً من آل بوعينين إلى جانب الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني كان منهم :

  • الشيخ غنام بن محمد بن علي العيوني آل بوعينين (كبير أسرة الغنام ) آل بوعينين وبعض جماعته.
  • الشيخين جبر و سعيد أبناء علي بن محمد البوحمود آل بوعينين وبعض جماعتمها آلعلي آل بوعينين
  • فرسان من أسرة المطر آل بوعينين ترافقهم امرأة طبيبة منهم لعلاج الجرحى والمصابين .
  • لم يشارك فخذ النواصر آل بوعينين في هذه المعركة بسبب هجرتهم إلى دارين قرب القطيف عام 1886م ، ومن في الوكرة منهم لا يحبذون الحرب ضد أبناء عمومتهم بني كتب التميميون في ساحل عمان الذي كان معظم الجيش الظبياني منهم خاصةً انه يجمع بينهم حلفٌ قديم يعود لمئات السنين .

الرواة والمصادر :

  • الشيخ علي بن غيث بن جبر البوحمود آل بوعينين المتوفى في الجبيل رحمه الله.
  • الوجيه الأستاذ المؤرخ علي بن محمد بن علي الجمعة العلي آل بوعينين المتوفى في الجبيل رحمه الله .
  • الأستاذ المؤرخ الوجيه أحمد بن محمد بن جاسم الغنام آل بوعينين حفظه الله .
  • المغفور له بإذن الله سعد بن ابراهيم بن محمد المطر آل بوعينين وكان من حفاظ التاريخ.
  • الوجيه سعد بن أحمد بن محمد المطر آل بوعينين المتوفى في الجبيل رحمه الله.
  • كتاب “أمراء وغزاة” صفحه 93، للدكتور عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم.
  • مقابلة شخصية مع الدكتور عبدالعزيز عبدالغني ابراهيم في مركز الدراسات التاريخية في أبوظبي عام 1426هـ.
  • مقابلة شخصية مع الشيخ عبدالله بن علي بن هويدن الكتبي رحمه الله في منزله بمدينة الذيد قرب الشارقة عام 1405هـ.
  • وثائق انجليزية وعثمانية عن تلك الفترة.

 

خلاصة ذبحة العسيري:

وبشر القاتل بالقتل وهذا شرع الله في الإسلام ، ومن عفى واصلح فأجره على الله.

مقالات أخرى

Leave a Comment